أن ما يدعى عيد الأم هو تصغير وتحجيم لقيمة الأم ، وهي محاولة لإسقاط واقع غربي وغريب عن منظومتنا الدينية والإجتماعية ، فهم في الغرب يعيشون في واقع أسري مفكك ؛ جعلهم يلجأون لصنع وابتكار هكذا مناسبات محاولة منهم لإصلاح هذا التفكك الأسري ، فالأم عندهم متواجدة على الهاتف فقط وبالمناسبات، وإن أظهروا لكم عكس ذلك ، وقلة قليلة من المجتمع الغربي بعيشون مثلنا وبنسبة متقاربة كالمجتمع الإيطالي على سبيل المثال ...
وأصبح عيد الأم في مجتمعاتنا سلعة و وسيلة للمتاجرة وللعروض التجارية للأسف مثله مثل بقية المناسبات المصطنعة لذات السبب سواء توافقت مع قيمنا أم لم تتوافق ، فالتجارة غايتها الربح سواء دللت أمك أم لم تتدللها على رأي بعض الإعلانات التجارية ...
فالأم في مجتمعنا لا تنتظر ولا يسعدها هدية من أولادها أو أن ترسل لها بطاقة معايدة بقدر ما يسعدها أن يكون أبناءها حولها ياكلون من يديها ويفرحون ويمرحون حولها ... ويشاركونها الحياة ..
هذا وتكمن الأنانية هنا في طرح عيد الأم وبالتسويق العالي له بان من يتغنون به ينسون من فقد أمه وما هي حالته النفسية عندما يرى هذا الكم من التذكير بعيد الأم والإعلانات التي تذكر بذلك .. فرفقا بنا أيها المتاجرون بأحاسيس البشر .... رفقا بالبشر.
...
فالأم أمٌ طوال العمر وليس ليوم واحد ...
جزى الله أمهاتنا خير جزاء وجعلهم ممن الجنة تحت أقدامهم ..
وأصلح الله أحوالنا وأحوالكم وحمى الله أسرنا وعوائلنا من التفكك وحفظ الله قيمة أمهاتنا وآباءنا وأعمامنا وأخوالنا وأجدادنا وزاد في ترابط أسرنا وجعل موروثنا التقى والصلاح والفلاح والخير وحمانا الله من الجينات الفاسدة التي تفسد الحرث والنسل ...
...
عذرا ...
فالأم ليست ليوم ما يسمى بيوم الأم
الأم طوال العمر ..
بقلم : نصري البوطي جابر