recent
أخبار ساخنة

سماحة الشيخ محمد علي الجعبري

 



 محمد علي الجعبري 

ولد في 1900 ميلادي وتوفي في نهاية مايو/ أيار من 1980 ، عالم دين وسياسي فلسطيني بارز.

 شارك في النضال الوطني ضد الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية، ثم كان، بعد وقوع نكبة 1948، من أبرز مؤيدي مشروع ضم الضفة الغربية إلى المملكة الأردنية الهاشمية وشغل مناصب رسمية عدة فيها، كما ترأس لسنوات طويلة مجلس بلدية مدينة الخليل، وكان من مؤسسي جامعة الخليل.

وتلقى الجعبري دراسته الابتدائية والإعدادية في مدينة الخليل، ثم انتقل إلى مصر حيث التحق بالجامع الأزهر في القاهرة ونال شهادة الأهلية سنة 1918، وشهادة العالمية سنة 1921، ثم حاز شهادة التخصص بالوعظ والإرشاد سنة 1922.

التدريس في الحرم الإبراهيمي

عاد الجعبري إلى الخليل فعمل في التدريس في الحرم الإبراهيمي وبدأ نشاطه العام منذ سنة 1924 في إطار الجمعية الإسلامية – المسيحية في الخليل. وفي سنة 1925، تقدم بطلب إلى قائمقام الخليل لإنشاء جمعية علماء الخليل، ثم ترأس جمعية الشبان المسلمين التي أُسست في المدينة سنة 1928. وشارك ممثلاً عن الخليل، في أعمال المؤتمر العربي الفلسطيني السابع الذي عُقد في القدس في حزيران/ يونيو 1928 كما كان بين أعضاء المؤتمر الإسلامي للدفاع عن حائط البراق والأماكن الإسلامية المقدسة ضد الأطماع الصهيونية، المنعقد في القدس في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 1928.

وانتسب الجعبري إلى معهد الحقوق الفلسطيني في القدس وحاز في سنة 1931 إجازة المحاماة الشرعية والنظامية، وصار يمارس مهنة المحاماة مترافعاً في المحاكم الشرعية ومأذوناً ومدرساً وواعظاً في الحرم الإبراهيمي في الخليل حتى سنة 1937. كذلك شارك الجعبري في أعمال مؤتمر الشباب العربي الفلسطيني الأول الذي عُقد في مدينة يافا في مطلع كانون الثاني/ يناير 1932، وانتُخب عضواً في اللجنة التنفيذية المنبثقة منه.

الحزب العربي الفلسطيني

في آذار/ مارس 1935، انتسب الجعبري إلى الحزب العربي الفلسطيني الذي ترأسه جمال الحسيني، واختير في سنة 1944 عضواً في مكتبه المركزي. وكانت السلطات البريطانية قد اعتقلت الجعبري في تموز/ يوليو 1936، بعد إعلان الإضراب العام، واحتجزته في معتقل صرفند الذي ظل أسيراً فيه حتى تشرين الثاني/ نوفمبر من السنة نفسها وأرسلت مدينة الخليل ممثلة ببلديتها ووجهائها رسالة تأييد ودعم له في المعتقل.

وشارك الجعبري في أعمال المؤتمر القومي العربي الذي عُقد في بلدة بلودان السورية في أيلول/ سبتمبر 1937 تضامناً مع فلسطين ونضال شعبها في سبيل إلغاء الانتداب البريطاني ووعد بلفور ورفض التقسيم. وقد عيّنته سلطات الانتداب البريطاني رئيساً لبلدية الخليل في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1940 واستمر في منصبه حتى 25 نيسان/ أبريل 1948 وشارك الجعبري، بصفته رئيساً لبلدية الخليل، في جميع مؤتمرات رؤساء البلديات العرب في فلسطين التي عُقدت خلال الفترة 1941 -1947 وترأس بعضها، كما ترأس مؤتمر رؤساء البلديات العرب للواء القدس الذي عُقد في الخليل في 11 أيار/ مايو 1946. كان الجعبري، بعد صدور قرار التقسيم في تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 واندلاع القتال، على رأس اللجنة القومية ولجنة الطوارئ في مدينة الخليل.

برز الجعبري كأحد أبرز قادة المعارضة الفلسطينية للهيئة العربية العليا بقيادة الحاج أمين الحسيني ولـحكومة عموم فلسطين التي أعلنها المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في غزة في نهاية أيلول/ سبتمبر من سنة 1948 برئاسة الحاج أمين.

وفي المقابل ترأس الجعبري مؤتمر أريحا المضاد الذي عُقد في مطلع كانون الأول/ ديسمبر 1948، ودعا إلى ضم الضفة الغربية إلى شرق الأردن، ومبايعة الملك عبد الله بن الحسين ملكاً على دولة الوحدة الأردنية الفلسطينية. وتقلد الجعبري عدداً من المناصب الرسمية في المملكة الأردنية الهاشمية؛ فأصبح عضواً في مجلس الأعيان في 20 نيسان/ أبريل 1950 وتعاقبت عضويته في هذا المجلس حتى سنة 1963، كما شغل، بين سنة 1955 وسنة 1961، مناصب وزير الزراعة والعدل والتربية والتعليم.

وشارك الجعبري في أواخر أيار/ مايو 1964 في أعمال المؤتمر الفلسطيني الأول الذي عُقد في القدس وانبثقت منه منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أحمد الشقيري. وبعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة في حزيران/ يونيو 1967، دعا الجعبري إلى وضع هاتين المنطقتين تحت إشراف هيئة دولية لمدة خمس سنوات، على أن يعقب ذلك قيام كيان فلسطيني يتمتع بحكم ذاتي، وقد أعاد طرحه هذا في أواخر سنة 1969 على مبعوث الأمم المتحدة غونار يارنغ.

جامعة الخليل

أسس الجعبري جامعة الخليل التي كانت نواتها في سنة 1971 كلية الشريعة الإسلامية وفي ربيع سنة 1972 شارك الجعبري في الانتخابات البلدية وفاز برئاسة بلدية الخليل. 

وكان الجعبري يطمح إلى تشكيل مجلس من رؤساء بلديات الضفة الغربية ومن بعض الوجهاء ليكوّن قيادة سياسية لسكان الضفة الغربية ويتولى الحديث باسمهم. وبقي الجعبري على رأس بلدية الخليل حتى الانتخابات البلدية التي جرت في ربيع سنة 1976، وفازت فيها كتلة مؤيدة لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة المهندس فهد القواسمي.

في نهاية سنة 1977، أُصيب الشيخ محمد علي الجعبري بجلطة دماغية أقعدته عن الحركة وألزمته الفراش حتى وفاته في 29 أيار/ مايو 1980 وشارك في جنازته الآلاف من فلسطين والأردن ودُفن في مدينة الخليل.

google-playkhamsatmostaqltradent