recent
أخبار ساخنة

ما تتأنسن مثل الإنسان - خواطر نصري جابر

الصفحة الرئيسية

 


حمار يعاتب حمار آخر …


على غرار الإنسان عندما يعاتب إنسان آخر ويقول له :

ما تتحمرن مثل الحمار

------------

ربما هكذا يتخاطب الحمير الآن ..

لا تتأنسن مثل الإنسان

لا تغدر مثل الإنسان

لا تخدع مثل الإنسان

لا تقتل مثل الإنسان

وهكذا ...

-----------

ربما حال الحمير حاليا أفضل من كثير من المجتمعات البشرية ...

----------

والذي ذكرني بالحمير هو حمار كان يتردد على حينا عندما كنا صغار وبقي يزور حينا ومنطقتنا سنينا طويلة برفقة صاحبه الراعي الذي كان يبيعنا اللبن ( الحليب الطازج ) وبالمقابل كان الأهالي يجهزون له مسبقا ما تبقى من الخبز اليابس ...

فكان كالسلطان على فرسه يطوف حارات حينا ومنطقتنا ... فهذا يستضيفه بصحن من الطعام وهذا يقدم له الشاي والماء البارد .. يربط الحمار بعمود الكهرباء و تحت ظل شجرة الليمون والأسكدينيا ....

يتجمع الصغار حوله محاولين الإقتراب من الحمار كمغامرة ينطلق بعدها من يلمس الحمار كبطل مغوار ...

وكان صاحب الحمار هادئا تماما يترك الحمار مربوطا ليطوف المنازل بحثا عن أكياس الخبز اليابس ...

من عاش تلك الفترة يذكر تماما صوته مناديا معلنا عن قدومه ( لبن ... لبن )

إن كان حيا أم ميتا .... رحم الله ذلك الراعي( والتي خانتني الذاكرة عن إسمه ) ورحم الله تلك الأيام ، التي لم نكن نقلق فيها ماذا سنفعل بالخبز اليابس ، ولم نكن نقلق فيها إن شربنا من اللبن ، ولم نكن نقلق فيها من أي شيء ...

وهذه الصورة لنفس الراعي الذي أتحدث عنه وعن حماره ... وهي من بدايات تسعينيات القرن الماضي في منطقة جبل النصر في عمان .

خواطر : نصري جابر

google-playkhamsatmostaqltradent